كيف يمكن للسوبر نوفا أن تبين لنا أن تمدد الكون في تسارع ؟

لا شك أن الكون يتوسع بشكل متسارع وهذا لا يحدث للمجرات على حافة الكون فقط وإنما في كل جزء من الكون .وحيث أن التوسع هو معدل مثل " السرعة" ، فإن التوسع المتغير هو معدل متغير أو تسارع.
ولهذا فإننا نقول بأن الكون يخضع لتوسع متسارع, تلك النتائج بدأت في في الظهور في أواخر عام 1990 وحتى بداية عام 2000 ، لذلك فهي جديدة ولكنها ليست جديدة جدا. والمشروع الذي قام بدراستهم يسمى مشروع علم المستعر الأعظم .

السوبر نوفا و توسع الكون

ربما سمعت عن الطاقة المظلمة ، وهذا في الواقع هو الشيء نفسه فالدليل على وجود الطاقة المظلمة هو أن الكون يتسارع. وقد حدد العلماء ذلك باستخدام شيء يسمى "شمعة قياسية" ، الشمعة القياسية هي كائن فلكي فيزيائي يتميز ببعض الخصائص التي تسمح لنا بتحديد لمعانها الكلي ،على الرغم من بعدها الشديد.

نظرا لأن مقدار السطوع الذي نتلقاه له علاقة بمسافة الجسم ، يمكن استخدام الشموع القياسية لمعرفة مدى بعد الجسم. و إن أردت فيمكنك القيام بتجربة لاثبات ذلك بنفسك : إذا علمت أن مصباح بقدرة 60 وات يعطي كمية معينة من الطاقة ، ثم قم بقياس الطاقة المتلقاة من المصباح عبر الغرفة من عندك عندها يمكنك حساب المسافة إلى ذلك المصباح . و بذلك يستطيع علماء الفلك الاستفادة من الشموع القياسية لتحديد المسافة إلى أشياء مثل المجرات .

باستخدام نوع معين من السوبر نوفا حدد علماء الفلك كلا من بعد المجرة وانزياحها نحو اللون الأحمر. الإنزياح الأحمر بين للعلماء مقدار توسع الكون منذ أن غادر الضوء السوبر نوفا .يستطيع الفلكيون بعد ذلك مقارنة المسافة بالتوسع ، وإنشاء نوع " تاريخ التوسع" للكون. اتضح أن هذه النتائج أظهرت أن معدل توسع الكون آخذ في الازدياد.

لماذا يقودنا ذلك إلى فكرة الطاقة المظلمة؟

إن زيادة معدل توسع الكون يعني أن الكون يصبح أكبر فأكبر . بما أن الجاذبية هي قوة جاذبة ، فمن المتوقع أن يصغر حجم الكون بدلاً من توسعه .حيث من المفترض أن تقوم الجاذبية بسحب الكون للخلف مرة أخرى. وإذا استمر الكون في الإتساع، أسرع و أسرع فلابد أن يكون هناك قوة تدفع إلى الخارج . وهذه القوة تسمى بالطاقة المظلمة.

تتوافق الطاقة المظلمة مع مجموعة من الملاحظات الأخرى ، لذا فإن بيانات المستعرات العظمى في الواقع رائعة جدا لأنها تعطي نوعا مختلفا من "التحقق" من الاستنتاجات التي توصلت إليها الفرق الأخرى.