نسيج الكون الجزء السابع - أينشتاين والطاقة المظلمة

أينشتاين والطاقة المظلمة


بعد أن عرفنا بتمدد الكون وأنه أخذ فى التوسع بدلا من أن يتباطئ, وذلك بفضل الطاقة المظلمة التي لم نكن نتصور وجودها حتى فى أفلام الخيال العلمي.

حمل إكتشاف الطاقة المظلمة مفاجأة أخرى, فكرة أن الكون يتضمن مثل هذا المكون كان يتم تحضيرها منذ تسعين عاما, على الرغم من أنه لم يسمها طاقة مظلمة فقد تنبأ أينشتاين منذ زمن طويل بأن الفضاء نفسة قد يفرض طاقة قادرة على دفع المجرات بعضها عن بعض.

وبعد وقت قصير من إكتشاف نظريته العامة للنسبية ونظريته الخاصة بالجاذبية, إكتشف أينشتاين بحسب الرياضيات أن الكون سيتمدد أو ينكمش, ولكن لا يمكن أن يبقى فى حجم ثابت, وكان هذا محيرا لأنة قبل أن يعرفوا عن الإنفجار الكبير- البيج بانج - تصور معظم العلماء بما فيهم أينشتاين الكون كثابت أبدى وغير متغير.

عندما إقترحت نظريات أينشتاين كونا متمددا أو منكمشا أي ليس الكون الثابت الذى إفترض الجميع وجوده واجه مشكلة. لذا عاد أينشتاين لنظرياته وقام بتعديل ليدخل نوعا من الجاذبية المضادة التي ستملأ الفضاء بدفعة خارجية تعارض قوة الجاذبية المعتادة إلى الداخل, ما يسمح للكون بالتوقف عن الحركة وأطلق على هذا التعديل الثابت الكونى.
أنقذت إضافة الثابت معادلاته ولكن فى الواقع أينشتاين لم يكن لدي أينشتاين أدنى فكرة إذا كانت هذه الدفعة الخارجية أو الجاذبية المضادة موجودة حقا.


لكن بعد حوالى 12 عاما إكتشف عالم الفلك إدوين هابل أن الكون ليس ثابتا إنه يتمدد بسبب قوة إنفجار البيج بانج قبل 14 مليار سنة.
وهذا يعنى أنه لم يكن هناك داعى لتغيير معادلة أينشتاين الأصلية, وفجأة أصبحت الحاجة لوجود ثابت كونى لم يعد لها داعى أبدا. يقال أن أينشتاين دعا هذه غلطته الكبرى, ولكن مع الإكتشاف الأخير بأن الكون يتسارع, فإن العلماء مقتنعون بأن هناك شيئا فى الفضاء يدفع الأشياء بعيدا عن بعضها لذا بعد 90 عاما قد تصبح أكبر غلطة لأينشتاين ضمن أعظم إكتشافاته, فقد يكون ثابت أينشتاين الكونى هو المفتاح لفهم تمدد الكون كما نراه اليوم.

على الرغم من أن أحدا لا يعلم ما هي الطاقة المظلمة حقا, إلا أنها تثير إحتمالا مذهلا ومثيرا للقلق, فقد تصور أينشتاين أن قوة الجاذبية المضادة ثابته, ولكن هل قوة الطاقة المظلمة ثابتة أيضا وماذا لو أنها تتغير مع مرور الوقت؟
يمكن أن يقلب الجواب كل شئ كنا نعرفه عن مصير الكون, فى هذه اللحظه كل شئ فى عالمنا من الجزيئات التي تكون جسدك إلي الجزيئات التي تشكل الكواكب والنجوم متماسك مع بعضها بواسطة قوى تهيمن على قوة الدفع الخارجية للطاقة المظلمة, وهذا هو السبب لأننا لا نرى الأشياء تتمدد فى حياتنا اليومية, ولكن ذلك الوضع قد لا يستمر إلى الأبد.

فى أحد السيناريوهات المحتملة ستستمر الطاقة المظلمة فى دفع المجرات عن بعضها أبعد وأبعد حتى نهاية المطاف ستدفع كثيرا عن بعضها لدرجة أن الكون سيصبح مكانا باردا ومظلما, وفى سيناريو محتمل أخر قد تزداد الطاقة المظلمة مع مرور الوقت وتصبح قويه جدا لدرجة أنها ستمزق كل شئ داخل المجرات من النجوم إلى الكواكب إلى المادة فى كل أنواعها, حتى الذرات ستتمزق عندما يكون هناك ما يكفي من الطاقة المظلمة بين النواة والإليكترونات لتمزق الفضاء.

ولا ننسى أن هذه نظريات علمية بحتة تنظر فى المقدمات والنتائج. أما النهاية فهي بأمر الله وبالشكل الذى كتبة يوم تقوم الساعة.
Share on Google Plus

عن SiTech

1 التعليقات:

  1. This blog was... how do I say it? Relevant!! Finally I have found something that helped me. Many thanks! itunes login

    ردحذف