لماذا لا يعود الوقت إلي الوراء
القوانين الأساسية للفيزياء مثل القوة تساوي الكتلة في التسارع "قانون نيوتن الثاني للحركة" و أن الجاذبية تتناسب عكسيا مع مربع المسافة و معادلات شرودنجر و غيرها .
كل تلك المعادلات و القوانين لا تتحدث عن إتجاه الوقت, بالتأكيد تلك القوانين لها علاقه بما يحدث الآن و ما قد يحدث و ما قد حدث و لكن ليس هناك أي إختلاف بين الذهاب في الوقت إلي الأمام أو إلي الخلف, فإن الماضي و المستقبل يكونان علي قدم المساواه بالنسبة لقوانين الفيزياء علي المستوي المجهري.
و مع ذلك فإنه في العالم المجهري هناك قانون واحد الذي يقول بأن الوقت يمشي في إتجاه واحد فقط و هو القانون الثاني للديناميكا الحرارية و الذي يقول أنه في أي نظام محكم سوف يميل إلي زيادة الإنتروبي"العشوائية" أو عدم النظام, مثل الحليب البارد عندما يضاف إلي القهوة الساخنة فتصبح خليط دافئ لا يمكن أن ينفصل إلي مكوناته الأساسية مرة أخري.
لماذا نشعر بتدفق الوقت؟
و عندما يصل النظام إلي حالة الفوضى الكاملة فهنا يحدث التوازن و لا يكون هناك إتجاه لزيادة الإنتروبي التي تحدد إتجاه الوقت, و حقيقة أننا نشعر الآن بتدفق الوقت ذلك لأننا لم نصل لحالة التوازن لأنه ببساطه هناك طريقتان فقط لكي يحدث ذلك, إما ان يكون الكون في هذه اللحظة عند هذا الحد المنخفض من الإنتروبي مع إتجاهين من لتدفق الوقت إلي الأمام و الخلف مع زيادة الإنتروبي في الإتجاهين, إما أنه في نقطه ما في الماضي السحيق بدأ الكون مع إنتروبية أقل, و منذ ذلك الوقت بدأت الإنتروبي بالإزدياد. |
| توضيح لحالة إنتروبي منخفضة مقارنة بحالة إنتروبي مرتفعه |
أو بمعني أخر فإن نظرية الإنفجار العظيم تقول أنه في الحالة الثانية فإن ذلك الترتيب المنخفض للإنتروبي كان الإنفجار العظيم, قبل 14 مليار سنة كان الكون ساخن و كثيف و حاد و سريع التمدد, البلازما السلسلة الكثيفة للجزيئات قد لا تبدو ذات إنتروبيا منخفضة و لكن عندما تكون كثافة المادة مرتفعه جدا فإن قوة التجاذب بين الجزيئات تكون هائلة أيضا, هذا الإنسجام في مواجهة تلك القوي لا يعتبر توازن, بل هو في الحقيقة توازن دقيق للغاية لحالة إنخفاض الإنتروبي, فإن الأشياء تريد الإنجذاب إلي بعضها في تجمعات مثل النجوم الأولية و المجرات الأولية و حتي الثقوب السوداء.
الوقت يمضي إلي نهاية حتمية للكون.
و لكن ما هي حالة الكون عندما يكون الإنتروبي عالية تصل إلي حالة التوازن, الإجابة هي الفضاء الفارغ و بالفعل هذا ما نحن متجهين إليه فإن الكون أخذ في التوسع و التمزق و في النهاية ستحترق جميع النجوم و تتبخر جميع الثقوب السوداء و لن يتبقي شئ سوي الفضاء الفارغ في كل إتجاه و في هذه الحالة سوف يختفي سهم الوقت و لا شئ مثل الحياة او الوعي سوف يكون ممكنا.في الحقيقة فإن السماء التي نراها مزينة بمليارات النجوم و المجرات و الحياة التي تملاء كوكبنا الجميل هو إنعكاس لبدايتنا المنخفضة من الإنتروبي.
و ما توصلت إليه البشرية من العلم لا يمكنه تفسير لماذا بدأ الكون بهذه الحالة الأولية المنظمة من الإنتروبي - سبحان الله - فقد أعطتنا تلك الحالة نقطة البداية من عدم التوازن المطلوب لبدء تدفق الوقت الذي نعرف انه موجود و كل ما أتي بعد ذلك من تكون النجوم و المجرات وصولا إلي النظام الشمسي و الحياة علي كوكب الأرض كان ضمن قصة زيادة الإنتروبي في هذا الكون.
سهم الوقت ليس من القواعد الأساسية للفيزياء بل هو نتيجة لتلك الظروف الأولية لكوننا.
0 التعليقات:
إرسال تعليق