من أين تأتي رائحة المطر؟

من أين تأتي رائحة المطر؟


تستطيع أنوفنا أن تلتقط حتي تريليون رائحة مختلفة, و عدد كبير من هذه الروائح مرتبط إرتباطا وثيقا بذاكرتنا و مشاعرنا مثل منزلك القديم أو رائحة البحر أو رائحة المطر, إن رياح العواصف تحمل العديد من الروائح المستقلة و لكن الرائحة المميزة للأرض التي تسبق العاصفة يمكن تتبعها لنصل إلي ثلاثة مصادر كيميائية.
قبل العاصفة الرعدية فإن أغلب الظن أنك تشم رائحة الأوزون ( و من المثير للإهتمام أنها إكتسبت هذا الإسم من الكلمة اليونانية التي تعني يشم).

الشحنة الكهربائية من البرق المختزنة في السحب القريبة تقسم غاز الأكسجين إلي ذرات منفصلة و بعض هذه الذرات قد تتحد مجددا لتصبح أوزون O3. و تقوم تيارات الهواء بدفع هذا الأوزون O3 أمام العاصفة المنتظرة و إلي الأسفل حتي مستوي أنفك و بينما يبدأ إنهمار المطر تخرج رائحة جديدة من الوحل, و هي العطر اللازع الذي نعجب به و الذي نسميه البيتريكور Petrichor.

عندما تتطاير المادة العضوي المتحللة عبر الهواء فإنها تنتقل من التربة الجافة و تهبط علي الوحل و الصخور حيث تتحد مع المعادن و يندمج الخليط و يتحول إلي مزيج سحري من الجزيئات.
بعد ذلك ترسل قطرات المطر المتساقطة تلك المواد الكيميائية المحمولة جوا إلي أنفك.


عندما لا يكون هناك مطر تظل تلك المواد الكيميائية موجودة في التربة حيث تنبه النباتات إلي إيقاف نمو جزورها أو إلي منع بذورها من التبرعم, لعدم وجود الماء الكافي لتشربة. كما أن البكتيريا الموجودة في الوحل تساهم في البيتريكور عن طريق إطلاق مادة كيميائية تسمي الجيوسمين Geosmin و هي نفس المركب الذي يمنح البنجر طعنة الترابي.

و هناك أغراض أخري للبيتريكور بالإضافة إلي إغداقنا بالمشاعر حيث يعتقد أنه يجذب الجمال إلي واحات الصحراء حيث تشرب و تنقل بكتيريا الوحل عبر الرمال, كما يبدو أن البيتريكور المنجرف إلي الأنهار و البحيرات ينبه الأسماء أيضا إلي موعد التكاثر.
Share on Google Plus

عن Abo Ghazy

0 التعليقات:

إرسال تعليق