نسيج الكون الجزء السادس - الطاقة المظلمة

الطاقة المظلمة


بعد العثور على جسيم هيجز الذى حير العلماء طيلة 40 عاما وعلى الرغم مما قدمة من فهم للفضاء وتأثيرة على المادة, يتضح أن الفضاء يحتوى على عنصر مراوغ ومحير أكثر بكثير من أي شئ تخيله هيجز عنصر يحمل حل اللغز الأعظم بين جميع الألغاز وهو مصير الكون.
إنه لغز بدأ منذ أكثر من 14 مليار سنة فيما نسميه الإنفجار الكبير - بيج بانج - فى جزء من الثانية خضع الكون لتمدد قوى ما دفع الفضاء نحو الخارج, وكان الفضاء يتمدد منذ ذلك الحين, وعلى مدى عقود إعتقد العلماء أنه لابد من أن التمدد يتباطئ بفضل قوة الجاذبية, ولكن طرح ذلك السؤال التالي  ما هو المصير النهائي للكون؟ هل سيستمر الفضاء بالتمدد إلى الأبد؟ وهل ستوقف الجاذبية الفضاء فى نهاية المطاف عن التمدد ما سيتسبب فى إنهياره على نفسة فى إنسحاق شديد؟

لحل هذا اللغز إنطلق فريقان من علماء الفلك لقياس تباطوء التمدد بإستخدام أداه غير مألوفة وهى نجوم متفجرة تدعى السوبرنوفا, السوبرنوفا هي نجوم تنهى حياتها فى إنفجار هائل وهى مضيئة جدا لدرجة يزيد سطوعها عن ملايين الشموس وهى متشابهة جدا عندما تنفجر حيث تصل إلى السطوع ذاتها كل مرة ثم تتلاشى بالطريقة ذاتها.

ولأن الإنفجارات ساطعة جدا وموحدة إستنتج الفريقان منطقيا أن هذه السوبرنوفا ستعمل كمنارة كونية دقيقة جدا ما يسمح لهم بتتبع كيفية تباطوء التمدد فى الفضاء, لكن المشكلة هي أن السوبر نوفا نادرة للغاية, وبالرغم من ذلك بعد عدة سنوات وبعد ومراقبة مستمرة للنجوم والمجرات البعيده والقريبه إستطاع العلماء أن يجمعوا ما يكفى من البيانات لتخطيط مدى إبطاء قوة الجاذبية لتمدد الكون.

كانت هناك مفاجئة فى إنتظارهم فقد بدت النتائج غريبة بعض الشئ لم تظهر أي إبطاء للكون على الإطلاق ولكن كان الكون فى حالة تسارع كبيرة وكأن الكون أخذ فى التمدد بشكل أسرع مع مرور الوقت, أي يسرع بدل أن يتباطئ.
ما جعل أعضاء الفريق يشكون فى النتائج وأن هذه النتائج لا يمكن لها أن تكون صحيحة.

ولكن كانت النتائج صحيحة وإجتمع معظم العلماء على تفسير واحد, هناك شئ ما يملاء الفضاء ويعارض قوة الجاذبية العادية, إنه يدفع المجرات بعيدا عن بعضها ويمدد نسيج الكون نفسة, أطلق على هذه المادة الغامضة التي تملأ الفضاء الطاقة المظلمة. وقلبت فكرتنا نشأن الكون رأسا على عقب.

على المسافات الكبرى تهيمن الطاقة المظلمة على محتويات الكون ولا نعرف ما هي هذه الطاقة التى تمثل 70% من الكون, وحتى عقد من الزمن لم يتصور أحد وجود مثل هذه الماده التي تشكل 70% من وزن الكون كلة وهذه تقريبا النسبة المئوية ذاتها من سطح الأرض الذى تغطية المياه, تخيل لو أننا لا نعرف أي شئ عن المياة على كوكبنا ولا حتى بوجودها..

وبالرغم من وجود كل هذه الأجهزة العلمية المكلفة والمتطورة لميكانيكا الكم والنسبية وفيزياء الجسيمات ولا يفيد أي منها فى شرح الطاقة المظلمة. الحقيقة أننا نجهلها تماما.
Share on Google Plus

عن SiTech

0 التعليقات:

إرسال تعليق