ماذا فعل 14 ذئبا في متنزه يلوستون؟

ماذا فعل 14 ذئبا في متنزه يلوستون؟


في عام 1995 تم إطلاق أربعة عشر ذئبا في متنزه يلوستون الوطني بالولايات المتحدة و لم يتوقع أحد المعجزة التي حدثت بسبب تلك الذئاب.
بدأ الأمر عندما بدأت الذئاب في مطاردة الغزلان و إصطيادها و هذا الأمر أدي إلي إنخفاض سريع في تعداد الغزلان في المتنزه كما أدت هجمات الذئاب إلي تغيير سلوك الغزلان أيضا إلي تجنب أماكن معينة في المتنزه لأنها تصبح فريسة سهلة للذئاب.

و كان لغياب الغزلان عن بعض أجزاء المتنزه الفضل في إزدهار غابات من شجر الحور و شجر الصفصاف و من هنا بالتحديد التحول المعجز في المتنزه, مع زيادة الأشجار و الأعشاب إزداد التوت البري و الحشرات و بمجرد أن حدث ذلك بدأت فصائل مختلفة و متنوعه من الطيور بالقدوم إلي المتنزه, و مع زيادة ساكني الأشجار إنجذبت أنواع أخري للمكان.


كما عاد القندس إلي الظهور بعد أن إنقرض من المنطقة و أدت السدود التي أقامتها تلك القنادس إلي توفير مسكن لفئران المسك و الزواحف, كما كانت الذئاب تقتل ذئب القيوط ايضا و نتيجة لذلك زادت أعداد الأرانب و الفئران و الذي بدوره كان يعني زيادة الصقور و الثعالب الحمراء و غرير العسل و إبن عرس في المتنزه و حتي زيادة النسور الصلعاء و الغربان.

كيف غيرت الذئاب مجري النهر؟

لكن مع كل ذلك هناك ما يجعلك تندهش أكثر فإن الذئاب قامت بتغيير سلوك النهر, مع زيادة التوازن الطبيعي بين المفترسين و الفرائس كانت هناك إمكانية نمو أنواع أخري و تعرية أقل بسبب زيادة الحياة النباتية في المتنزه ما جعل ضفاف النهر تستقر و ضاقت القنوات و زادت البرك و المستنقعات و حافظت الأنهار علي مساراتها بشكل أكبر.


لذلك فإن الذئاب لم تحول النظام البيئي للمتنزه فقط بل غيرت في الجغرافيا الطبيعية للمتنزه.
هكذا تكون الطبيعة كما خلقها الله متجانسة متكاملة كل شئ مرتبط بالأخر حتي و لو لم نعرف كيف ذلك و ما نفعله هو فقط العبث بذلك النظام المحكم إذا كانت مجموعة ذئاب سبب في كل ذلك فما بالك بالدمار الذي يسببه البشر وما قد يحل بنا جراء ذلك.
Share on Google Plus

عن Abo Ghazy

0 التعليقات:

إرسال تعليق