نسيج الكون الجزء الثامن - الفضاء ثنائى الأبعاد



إذا كنت تابعت الأجزاء السابقة فأنت تعرف الأن كم هو غريب هذا الكون وكم هو غير متوقع, كلما وضعنا قدمنا على حقيقة يفاجئك بألغاز جديده وكلما تعمقنا فى دراسة الكون وجدنا أنفسنا لا نعرف شيئا, بل نزداد جهلا كلما عرفنا جديد وكما أمرنا الله علينا أن نتدبر فى السماوات ونبحث ونتعلم لنرى عظمة الخالق سبحانه وتعالى.

ومع كل ما وصلنا إلية فإن الرحلة التي بدأت مع صورة إسحق نيوتن عن الفضاء بإعتباره شيئا مثل خشبة مسرح لم تنتهى بعد, بينما يدرس العلماء بنية الكون عن كثب أكثر من أي وقت مضى قد وجدوا مفاجئات لا يتوقعها أحد.
ربما تجد هذا الأمر غريب بعض الشئ ولكن هذا ما تعودنا علية مع تعمقنا فى دراسة الفضاء, كل ما عليك هو أن تتخيل شيئا حقيقيا بما فيه الكفاية ولنفترض أنه أنت كمثال, أنت تعيش فى عالم ثلاثي الأبعاد ولا شك فى ذلك.
ولكن تظهر قرائن جديده مفاجئة وهى أن كل شئ أنت وكل ما حولك وحتى الفضاء نفسة قد يكون فى الواقع نوعا من صورة ثلاثية الأبعاد, أي أن كل شئ تراه وتختبره وكل شئ تسميه واقعك المألوف ثلاثي الأبعاد قد يكون وصفا تأثيريا لمعلومات يتم تخزينها على سطح ثنائي الأبعاد رقيق وبعيد جدا, بذات الطريقة التي تطبع فيها صورة ثلاثة الأبعاد على قطعة من البلاستيك. الصورة ثلاثية الأبعاد هي شئ جميعنا على دراية به مثل الرقم الموجود على جميع بطاقات الإئتمان.



لكن الكون كهولوجرام هذه واحده من المراجعات الأكثر جذريا لتصورنا للفضاء والدليل عليها يأتي من بعض نواحي الفضاء الأكثر غرابة, الثقوب السوداء.

إليكم طريقة للتفكير فى هذا الأمر, تخيل أنك رميت محفظتك فى ثقب أسود ماذا سيحدث؟
كنا نعتقد أنه بما أن لا شئ بما فى ذلك الضوء يمكنه الهروب من جاذبية الثقب الأسود فإن محفظتك ستضيع للأبد, ولكن يبدو الأن أن هذه قد لا تكون القصة كلها, فى الأونة الأخيرة قام العلماء المستكشفون للرياضيات التي تصف الثقوب السوداء بإكتشاف غريب, حتى عندما تختفى المحفظة فى الثقب الأسود يبدو أن نسخة من جميع المعلومات التي تحتويها تطمس وتخزن على سطح الثقب الأسود بذات الطريقة التي يتم بها تخزين المعلومات فى الكمبيوتر, لذا فى النهاية توجد محفظتك فى مكانين هناك نسخة ثلاثية الابعاد مفقودة إلى الأبد داخل الثقب الأسود, وصورة ثنائية الأبعاد تبقى على السطح كمعلومات.

فقد يمكن التعبير عن محتوى المعلومات لكل الأشياء التي سقطت فى تلك الحفرة السوداء تماما من خارج الثقب الأسود, الفكرة هنا إذا أمكنك إلتقاط ما يحدث داخل الثقب الأسود من خلال الإشارة فقط إلى الخارج, ونظريا يمكن إستخدام المعلومات على خارج الثقب الأسود لإعادة تشكيل محفظتك. وهنا يكمن الجزء المذهل حقا.


الفضاء داخل ثقب أسود يخضع لنفس القواعد كالفضاء خارج ثقب أسود أو أي مكان أخر, لذلك إذا كان يمكن وصف جسم داخل ثقب أسود بالمعلومات الموجودة على سطح ثقب أسود فعندها قد يكون كل شئ فى الفضاء من المجرات والنجوم منا نحن وحتى الفضاء نفسة هو مجرد إسقاط للمعلومات المخزنه على سطح بعيد ثنائي الأبعاد يحيط بنا, أو بعبارة أخرى ما نختبره كحقيقة قد يكون شئ مثل صورة ثلاثية الأبعاد, وأن الواقع الحقيقي المطلق هو ثنائي الأبعاد عند سطح الكون.

الفكرة جديده جدا لدرجة أن الفيزيائيين لا يزالون يكافحون لفهمها, ولكن إذا كانت صحيحة كما نيوتن وأينشتاين غيرا تماما فكرتنا وتصورنا عن الفضاء قد نكون على حافة ثورة أكثر ضخامه.
بالنسبة إلى شئ يحتل مثل هذا الجزء الحيوي من حياتنا اليومية يبقى الفضاء نوعا ما مثل غريب مألوف إنه يحيط بنا لكننا لا نزال بعيدين كل البعد عن كشف هويته الحقيقية وإن كان مقدر لنا أن نصل بالمعرفة إلى هذا الأمر سنكون قد خطونا خطوة عملاقة نحو فهم بنية الكون.

وفى نهاية هذه السلسة وبعد ما إطلعنا علية من حقائق خفية وأمور معجزه عن الوصف حتى الأشياء التى تحت أيدينا نعرف باليقين كم هى قدرة الله و إبداعة فى خلقة فكيف لكل هذا الكون أن يستقيم بهذا التناغم والتناسق المطلق بدون إلة يستطيع أن يحكم فى الخلق والإبداع كما نرى فى الكون وفى أنفسنا.

Share on Google Plus

عن Abo Ghazy

0 التعليقات:

إرسال تعليق