هل تعلم أن حرائق الغابات مفيدة

لماذا تعد حرائق الغابات مفيدة ؟


كان هناك وقت قبل أن يضرب اسلافنا حجر الصوان والحديد ببعضهما عندما كانوا يشعرون بالبرد ويفتقرون للنار في حياتهم . لكن علماء الانثروبولوجيا فسروا أن الانسان الاول كان يعتمد على البرق لاشعال الغابات وعندها يستطيع جمع الفحم الحجري والعصي المشتعلة.
فباستخدام النار يمكنهم طهي الطعام وتؤمن لهم ارض يابسة ، واصبحت النار اساسية في العديد من الثقافات والتقاليد وبدلا من الاستياء من مشهد حرائق الغابات فقد تعلم البشر القدماء تقديرها .ولم تقتصر الاستفادة من هذه الظاهرة على البشر فقط ، فحتى وان كانت الحرائق تدمر الاشجار
فإنها أيضا تساعد الغابة نفسها على الرغم من أن هذا لا يبدو منطقيا . في الحقيقة عدة انواع من الغابات مثلا الصنوبريات تحتاج للنار للبقاء .

كيف تكون النيران قادرة على خلق حياة إلى جانب تدميرها ؟

تكمن الاجابة في طريقة نمو غابات معينة. ففي غابات امريكا الشمالية الغنية بالصنوبريات  تسعى اشجار الصنوبر الى الشمس باستمرار.حيث تفضل بذورها ان تنمو على ارض معرضة للشمس ، تتراص الشتلات ضد بعضها البعض  في محاولة منها للحصول على المزيد من الضوء ، عن طريق
النمو بشكل اكثر استقامة واسرع من جيرانها.
وبمرور الوقت فإن اجيال من اشجار الصنوبر الرفيعة العالية تشكل ما يشبه الشمسية التي تظل الغبة اسفل منها .لكن بما ان مخاريط اشجار الصنوبر تنضج لتطلق بذورها المتعاقبة فهذا يثير مشكلة لمستقبل اشجار الصنوبر.
عدد قليل جدا من هذه البذور سينمو في ظل بارد غير مشمس  ذلك الظل الذي أنشأته الاشجار العالية . لقد تكيفت هذه الاشجار مع تلك المشكلة عن طريق نمو نوعين من المخاريط . فهناك المخاريط العادية السنوية والتي تطلق البذور بشكل تلقائي  ، ونوع اخر يسمى المخاريط المتأخرة والتي تحتاج الى مثير بيئي لاطلاق بذورها ، تنتج المخاريط المتأخرة بالالاف وهي مثل كبسولات الزمن المعزولة عن الماء مغلفة بطبقة صمغية .
العديد منها قابل للبقاء على الشجرة لعقود دون ان تتضرر ،و المخاريط التي تسقط على الارض بامكانها البقاء ايضا لعدة سنوات, لكن عندما تصبح الحرارة مرتفعة بدرجة كافية فإن المخاريط تفرقع وتتفتح .


لنرى ذلك عمليا عندما يبدأ الحريق في الغابات الصنوبرية  عادة ما ينتشر شئ كهذا  حيث تلتهم السنة اللهب الغطاء النباتى السميك الذي يوفره نوع من الصنوبريات النحيلة تلك الاشجار القابلة للنمو في الظل تحت المظلة النباتية الرئيسية، تستخدم ألسنة اللهب هذه الاشجار الصغيرة كدرجة سلم للوصول الى الغطاء الاعلى من اشجار الصنوبر العالية القديمة.
والتي تشعل حريق تاجي هائل تصل حرارتها الى ما يزيد عن 2400 درجة مئوية وهذه الحرارة اكثر من الحرارة التي تتطلبها المخاريط المتأخرة لكي تنمو والتي تتراوح ما بين 115 الى 140 درجة . عند درجات الحرارة هذه فان المخاريط تنفجر متفتحة  مطلقة ملايين من البذور والتي يحملها الهواء الساخن لتشكل غابات جديدة . بعد الحريق فالتربة الغنية بالكربون
والمعرضة لاشعة الشمس تساعد بذور الصنوبر على النمو بسرعة وبوفرة. من الغابة القديمة الميتة تأتي ولادة جديدة .

الحرائق ايضا مهمة بالنسبة للنظام البيئي الاوسع بأكمله 


بدون حرائق الغابات المجددة للاشجار فإن الأنواع الرئيسية من الاشجار قد تختفي وستختفي معها العديد من المخلوقات التي تعتمد عليها . وإذا مضى وقت طويل للغابات التي تعتمد على الحرائق دون أن تحترق فإن خطر حدوث حريق كارثي يزداد والذى قد يدمر الغابة بأكملها ، ناهيك عن منازل الناس وحياتهم  ، لهذا السبب يعمد حراس الغابة أحيانا الى افتعال حريق ضمن سيطرتهم.
للحد من الحرائق وبالتالي ابقاء الحرائق الكثر خطورة ضمن مكان مغلق.
من الممكن ان تكون  حرائق الغابات مخيفة ومدمرة لمصادر الطبيعة ، لكنها مهمة لوجود نظام بيئي سليم لغابات الصنوبر الشمالية .
Share on Google Plus

عن Abo Ghazy

0 التعليقات:

إرسال تعليق