إلى أى مسافة يمكننا الإقتراب من الشمس؟

إلى أي مسافة يمكننا الإقتراب من الشمس؟

الشمس هي مصدر الضوء والطاقة على الأرض أو بمعنى أخر بدونها لا يمكن أن تكون هناك حياة على الأرض, ولكن هل تسألت كم هي المسافة التي يمكن لإنسان أن يقرب من الشمس التي تبعد عن الأرض مسافة 150 مليون كيلومتر.

لنبدأ رحلتنا الإفتراضية

إذا كنت ستسافر فى الفضاء فمن البديهي أن ترتدى بدلة رائد الفضاء مثل التي يستخدمها رواد الفضاء فى ناسا لأنك بدونها لن تبتعد كثيرا.

أما إذا كنت ترتدى بدلة الفضاء فإنك ستموت فى مكان ما قبل أن تصل إلى نصف المسافة بين الأرض والشمس, ليس ذلك بسبب حرارة الشمس ولكن السبب سيكون الإشعاعات المختلة التي تتدفق بشكل مستمر من الشمس, بعض هذه الإشعاعات تأتى من البروتونات والإلكترونات عالية الشحنة وجسيمات ألفا والتي هي فى الإساس ذرات هيليوم بدون إلكترونات.

بالطبع البدلة ستساعدك فى حجب بعض الإشعاعات بسبب نسيجها السميك الذى سيمنع هذه الجزيئات من المرور كما يمكنها أن تحجب معظم الأشعة فوق البنفسجية ولكن هذا ليس بكافي فالشمس تبعث إشعاعات أكثر خطورة مثل الأشعة السينية (إكس راى) وأشعه جاما ولكي تحجب مثل هذه الإشعه عليك أن تضع طبقة عازلة من الرصاص.

وهذا ليس موجود فى بدلة رائد الفضاء لأنها تجعله ثقيلا وصعب الحركة, وليس ذلك بغريب لأنهم يعملون بالقرب من الأرض التي تشكل درعا كبيرا لحمايتهم بمجالها المغناطيسي الذى يشتت تلك الأشعة والجزيئات, ولكن السفر تجاه الشمس سيعرضك إلى كمية كبيرة جدا من الإشعاعات التي ستقتلك قبل بلوغ نصف المسافة وذلك عن طريق تدمير عدد كبير من خلايا الجسم فلا يستطيع الإستمرار بوظائفه.

لكن وسط المسافة لا يزال بعيد جدا

المركبة أبولو 10 هي أسرع مركبة فى تاريخ البشرية كانت تقل إنسان والتي بلغت سرعتها عند العودة من القمر عام 1969 أكثر من 11 كم فى الثانية الواحدة, إذا كنت ستسافر بنفس هذه السرعة فى إتجاه الشمس فإنك بعد شهرين ونصف تكون قطعت نصف المسافة فقط.

وبالرغم من ذلك يمكنك الذهاب بعد منتصف المسافة بكثير نفترض أنك تستطيع إختراع بدلة بحاجز من الرصاص بشكل ما فإنها ستمنع كل أنواع الأشعة طبعا ماعدا الأشعة تحت الحمراء التي نشعر بها على شكل حرارة.

وللعلم فإن معظم البدلات المصنوعة تستطيع تحمل درجة حرارة تصل إلى 125 درجة مئوية , وهذا كفيل أن يحميك إلى أن تقطع 95% من المسافة إلى الشمس.

وعند هذه النقطة ستتحول البدلة من كونها وسيلة حمايتك من الإشعاعات الكونية إلى نوع من وعاء الضغط الخاص بك.

سيحدث هذا على بعد 7 مليون كيلومتر من سطح الشمس وهذا قريب جدا إذا عرفت أن سطح الشمس تصل حرارته إلى 6000 درجة مئوية.

أقرب مسافة من الشمس.

7 مليون كيلومتر هذه هي أقرب مسافة يمكن للإنسان أن يصل إليها بالقرب من الشمس لأنه لا يوجد شئ فى الفضاء يمكن أن يتحمل تلك الحرارة العالية نيابة عنك ليبقى جسدك محميا بعيدا عنها, وهذا يعنى أن الشئ الوحيد الذى يتسبب فى زيادة درجة الحرارة هي الأشعة تحت الحمراء المتجه إليك مباشرة.

ومع ذلك لن يكون هناك حاجه لإختراع بدلة الفضاء ذات المواصفات الخاصة تلك لأن سفينة الفضاء العادية يمكنها أن تفعل ذلك وبالطبع ستتحمل درجة حرارة أعلى بكثير من البدلة, ولكنها أيضا ستمتص الحرارة بشكل أفضل من بدلتك بكثير لذلك تبقى النتيجة كما هي على نفس المسافة 95% قبل أن تذوب السفينة فى رحلة تستغرق 5 أشهر بسرعة 11 كيلومتر فى الثانية.

* ندعو الله أن يرحمنا فشمس الآخرة ستكون فوق رؤس العباد.