لماذا ننسى أسماء الأشخاص؟

لماذا ننسى أسماء الأشخاص؟



كم مرة تعرفت على مجموعه من الأصدقاء وأنت جالس معهم على المقهى أو فى إجتماع أو فى أي مكان أخر؟ 
إنه لمن المثير معرفة الأشخاص وزيادة حجم دائرتك الإجتماعية, ولكن فى غضون ثواني بعد التعارف تجد نفسك قد نسيت أهم شئ فى هذا الأمر إسم الشخص.

فى هذه الحالة أنت أمام أمرين
الأول: أن تتظاهر بعدم نسيانك لإسم الشخص وتبتعد عن نطق إسمه فى الحديث, قد تنجو من الإحراج مؤقتا حتى تلتقى بهذا الشخص مرة ثانية
الثاني: يمكنك الإعتراف مباشرة بأن الإسم سقط من عقلك وهذا يتطلب بعض الشجاعة.
وهنا يكون الحرج بأن تعترف بذلك لشخص عرفته للتو, ولكن لا تقسو على نفسك فهناك فرصة كبيرة أن يكون هو الأخر نسى إسمك, بمعنى أخر لست وحدك.

السؤال هنا : لماذا يبدو تذكر الأسماء أصعب بكثير من تذكر أمور أخرى كثيرة فى الحياة؟
الإجابة البسيطة هي : لأن الأسماء حقا ليست بهذه الأهمية...ولكن هناك أكثر قليلا مما هو علية.


ما الذى يحمله الإسم؟

فى حين أن إسمك هو الشئ الأكثر أهمية فيك, وهو المعلومة التي تقدمها قبل أي شئ للأخرين.
فإن إستخدام الإسم الأول والأوسط والأخير هو حاجه إجتماعية أكثر منها حاجه عقلية أساسية, أساسا أسماؤنا تحمل معلومات قليلة جدا. هي وسيلة للتحديد, ما لم تكن بارع جدا عندما يتعلق الأمر بذاكرة نقية, فهذا يخدم جزء ضئيل جدا فى عقولنا.

أنظر إلى الأمر من هذا الإتجاه... فأنت على مدار حياتك قد تكون تعرفت على 200 شخص بإسم"محمد" و 100 شخص بإسم "عبدالله" و 100 إمرأة بإسم "منى". الحقيقة المطلقة أن إسم "محمد" و "عبدالله" و"منى" لا تقدم لك أي معنى.

فإن التعيين التعسفي لإسم شخص لا يخلق لدى العقل الروابط اللازمة لتذكر شخص بعينه. إذا كان إسم "محمد" هو لأعز أصدقائك والذى سمى مولوده الأول على إسمك  فى هذه الحالة فقط عند ذكر هذا الإسم يقوم العقل بإنشاء العلاقة والربط بين الإسم وهذا الشخص المحدد.


الأن, من خلال المثال السابق . هل كان الإسم مهم فى حد ذاته؟ هل كان يمكن أن يكون "مصطفى"؟ أو "أحمد"؟ 
لا شئ فى الإسم نفسة قد يميز صفة لشخص ما, ولا تسمح على الفور لأدمغتنا بنقل هذه المعلومات إلى الذاكرة طويلة الأمد لدينا, أولا لابد أن تمر من ذاكرتنا قصيرة الأمد وهنا تكمن المشكلة.

الذاكرة طويلة الأمد و الذاكرة قصيرة الأمد.

هل يمكنك أن تتذكر أخر رحلة إستجمامية قمت بها مع أصدقائك؟ معظم الناس ستقول بثقه "بالتأكيد"
هل تتذكر ما هو نوع الطعام الذى تناولته على العشاء يوم الإثنين السابق؟ معظم الناس ستقول بتردد"طبعا لا ... ومن الذى يتذكر!!"

هذا هو الفارق بين ذاكرتك قصيرة الأمد وذاكرتك طويلة الأمد.
عندما قمت بالذهاب مع أصدقائك برحلة لأحد المنتجعات السياحية فإن الأفكار تبدأ بالتدفق منذ ركوب الطائرة أو السيارة وحتى أول لحظة لدخولك المكان وحتى عامل الفندق والطعام اللذيذ والأشخاص الجدد الذين تعرفت عليهم وكل تلك التفاصيل.

فإن هذا النوع من الإجازات لدية الألاف من المسارات العصبية والوصلات التي تساعد هذه الذكريات أن تصبح ضمن ذاكرتك طويلة الأمد. بل وأبعد من ذلك, فإن المسارات الترابطية فى الدماغ تسمح لك بتذكر أشياء بمجرد أن يلمح لها شخص أخر لم تكن تعرف حتى أنك ما زلت تحتفظ بها.

ومن ناحية أخرى فإن هذا العشاء الذى تناولته وحدك لم يكن له أي تأثير على حياتك, فقد كانت وجبة عادية لا معلومات جديده ولا خبرات حصلت عليها, هنا عقلك سيحفظ هذه البيانات لفترة قصيرة جدا, إلا إذا حاولت إسترجاعها أو ربطها بذكريات أخرى, فسوف تختفى.

ذاكرة الأمد القصير هي فى الأساس التصفية التي يقوم بها عقلك فى إعادة ترتيب ذاكرتك والإحتفاظ بالأشياء التي ستحتاجها فى المستقبل.


هلا أخبرتني ما إسمك مرة أخرى؟

فى وضع إجتماعي, عندما تقابل مجموعه من الأشخاص مرة واحده, فإنه من السهل جدا أن تكون فى حالة  الوعي الذاتي, ويكون تركيزك على كيف تقدم نفسك, وفى كثير من الأحيان, هذا يعنى تجاهل ما يقوله الأشخاص حتى أول كلمة تنطقها أفواههم "مرحبا أنا ......".
وتتفاقم هذه المشكلة إذا كنت حقا لا تهتم بمعرفة هؤلاء الأشخاص أو عدم الحاجة لتذكرهم بعد هذا الحدث الإجتماعي.
بعض الناس أكثر إجتماعية ويحبون الإختلاط فى أحاديث مع الغرباء, بينما الأخرين أقل ميلا لتذكر الناس - ناهيك عن أسمائهم - لأكثر من بضع دقائق, ببساطه عدم الإهتمام.

الأسماء هي معلومة لا تحمل أي معنى, مثل إسم مجلد على حاسوبك الخاص بك, والذى يحتوى على الكثير من الملفات المهمة. بمجرد وصولك إلى هذه الملفات وما تحتويه من معلومات يصبح إسم المجلد هام لديك, وهذا سهل لتذكرة.
بينما عقولنا التي لا تقارن حتى مع الحواسيب العملاقة. لا تعمل كما يعمل حاسوبك الشخصي.



عقولنا تميل إلى التفاعل بشكل أفضل للمؤثرات البصرية,مثل وجه شخص ما. أو محفزات البيانات المرتبطة, مثل مهنة الشخص, أو التواصل مع المستضيف للقاء أو الإجتماع,أو إهتمام معين تشاركه معهم.
المعلومات المتصلة التي ترتبط بأشياء أخرى أنت تعرفها بالفعل هي أساس تشكل الممرات العصبية وتقوية الذاكرة,أما الإسم سواء كان "محمد" أو "عبدالله" أو "مصطفى"  لا يوفر الرابط المباشر الذى يكون جدير بالإهتمام من عقلك.

وقد قيل, أن هناك طرق مختلفة لتساعدك فى تذكر أسماء الناس, وتجنب هذا السؤال المحرج - هلا أخبرتني إسمك مرة أخرى؟
أما عن هذه الطرق سنناقشها فى مقالة أخرى مستقبلا إن شاء الله.
Share on Google Plus

عن SiTech

0 التعليقات:

إرسال تعليق