كيف يمكن لعاصفة شمسية أن تمحو التكنولوجيا الحديثة؟

كيف يمكن لعاصفة شمسية أن تمحو التكنولوجيا على كوكبنا

فى سبتمبر من عام 1859 ضربت الأرض موجة من الأشعة غير المرئية، وإجتاحت الإلكترونات الأرض فى مجال مغناطيسي ضخم متعقبه جميع أسلاك التلغراف، وتسببت فى العديد من الحرائق وشفقا قطبيا غطى العالم كلة حتى أنها تسببت فى صعق العمال الذين يعملون على خطوط التلغراف وكانو على إتصال مباشر حينها وبالطبع العديد من الخسائر الأخرى.

كانت هذه أكبر عاصفه شمسية مسجلة تضرب الأرض، وإذا حدثت اليوم ستتوقف الأقمار الصناعية ووسائل الإتصال العالمية كما أنها ستقتل رواد الفضاء.


هل هناك وسيلة لكي نحمى أنفسنا؟

لدينا بالفعل نظام تحذير, العديد من المراصد والتلسكوبات تراقب الشمس كل لحظة على مدار اليوم.
ولكن مع سرعة الضوء, فإن إنذار توهج شمسي ضخم من الأشعة والإلكترونات المشحونة, سيترك البشرية بين عدة دقائق ويوم واحد - بالطبع إذا كنا محظوظين - للتحضير إلى موجة هائلة من الجزيئات المشحونة القادمة إلينا من الفضاء الخارجي.


والمثير للدهشة, أنه فى عام 1869 وقبل جميع أجهزة المراقبة التي لدينا اليوم, إستطاع عالم فلك أن يرصد التوهج الشمسي قبل أن تصل العاصفة إلى الأرض.


كيف تم رصد التوهج الشمسي فى ذلك الوقت؟

فى تمام الساعة 11:18 صباحا فى الأول من شهر سبتمبر فى ذلك العام, كان عالم الفلك الإنجليزي ريتشارد كارينجتون يقف فى مرصده الشخصي ويسجل البقع الشمسية على إسقاط لصورة الشمس القادمة من تلسكوبه على شاشة صغيرة.
وأثناء رصده إندلعت بقعتين من الضوء الأبيض كثيف السطوع إلى خارج الصورة, فقام بتسجيل ذلك فى تقريره ليقدمه فى الجريدة الشهرية للجمعية الفلكية الملكية.
وفى اليوم التالي وقبل شروق الشمس كتبت وكالة ناسا الأمريكية التالي:
"إندلعت السماء فى جميع أنحاء الكوكب باللون الأحمر والأخضر والأرجواني فى شفق قطبي ساطع جدا لدرجة أنه يمكنك أن تقرأ الصحيفة وكأنك فى وضح النهار".


فى عالم ما قبل الكهرباء عام 1859 شهد معظم الناس هذه العاصفة الشمسية على أنها مجرد نوع غريب من الأضواء المبهرة إذا كانوا مستيقظين لمشاهدتها, ولكن بغض النظر عن بعض الخسائر البسيطة التي حدثت, فلم يكن لتك العاصفة الشمسية تأثير طويل الأمد على الناس فى ذلك الوقت.
أما اليوم عالمنا يعتمد بشكل كلى على الكهرباء والتكنولوجيا,  وقد شهدت البشرية تلميحات للخطر المحتمل لمثل هذه العواصف حيث سجلت ناسا ثلاث حالات يعود تاريخها إلى عام 1972 من العواصف الشمسية التي عطلت الحياة اليومية.
وكان أخرها عام 2005 عندما عطلت الأشعة السينية لتوهج شمسى إتصالات الأقمار الصناعية بالأرض وأنظمة الملاحة GBS لمدة 10 دقائق وهددت بشكل خطير أنظمة الملاحة الجوية والبحرية والبرية.
ولكن لم تقترب أي من هذه العواصف إلى المستوى الذى كانت علية عام 1859 والمعروفة بإسم "حدث كارينجتون".
 


الأثار التى ستحدث بسبب تلك العواصف الشمسية.

إذا ضربت الارض عاصفة شمسية مثل حدث كارينجتون فى هذا الوقت, ستتوقف جميع الأقمار الصناعية ونفقد الـ GBS والإتصالات العالمية والهواتف النقالة, وأغلب محطات الطاقة الكهربائية وبالطبع لن يستطيع أسطول الطيران العالمي التنسيق فيما بينهم بدون أقمار صناعية, حتي جميع الأجهزة الإلكترونية التي لم تكن محمية ستتعطل نهائيا عن العمل. ويتبع هذا تعطل خدمات حيوية مثل محطات مياه الشرب ومحطات الصرف الصحي, ناهيك عن الفوضى والإنهيارات الإقتصادية لمثل هذه الكوارث.
ولن يكون هناك أي وسيلة لمعرفة الأخبار وما الذى حدث؟ وعليك الإنتظار إلى اصدار الصحف الورقية فى اليوم التالي لتعرف ما يجب عليك فعلة.
أما أفضل التقديرات المقترحة لحدث كارينجتون معاصر أنه سيكلف البشر من تريليون إلى 2 تريليون دولار وذلك فى العام الأول فقط وسيستغرق الأمر من 4 إلى 10 سنوات للتعافى التام من هذه الكارثة.

ولحسن الحظ فإن العواصف الشمسية بنفس درجة حدث كارينجتون نادرة جدا, فهي تحدث مرة كل 500 عام, وبالرغم من ذلك لا يمكننا التأكد أو التنبوء بموعد حدوث عاصفة شمسية كهذه.
Share on Google Plus

عن Abo Ghazy

0 التعليقات:

إرسال تعليق