رصد مجرة عملاقة فاقدة للحياة و عمر الكون أقل من ملياري عام

رصد مجرة عملاقة فاقدة للحياة و عمر الكون أقل من ملياري عام


قام مجموعة من العلماء بإكتشاف مجرة عملاقة فاقدة للحياة توقفت عن إنتاج النجوم, وتمت رؤية تلك المجرة علي الحال التي كانت عليه عندما كان عمر الكون 1.65 مليار سنة فقط,
تلك المجرة تزيد حوالي ثلاثة أضعاف وزن مجرة درب التبانة بينما المجرات الأخري في ذلك الوقت كانت أصغر بكثير و مستمرة في إنتاج النجوم.
يقول كارل جلازيبروك من جامعة سوينبرن للتكنولوجيا في أستراليا, كيف يمكن لوحش عملاق مثل تلك المجرة أن تنشأ في أقل من مليار عام ثم تتوقف بتلك السرعة الكبيرة.
كما قال في مقال نشر في مجلة "Nature" أن العثور علي تلك المجرة الضخمة و إحتمال مجرات أخري مشابهة لها يجعل العلماء يعيدون النظر في كيفية تشكل المجرات وشرح لماذا تنمو بعض المجرات بسرعة و أخري ببطء.
ويقول بيتر بيهروزي أن الفريق قد إكتشف مجرة ضخمة و مثيرة للإهتمام فهي تقدم دليل علي وجود عدد من المجرات التي تشبهها في الكون ولكنه غير مقتنع بأنه يجب إعادة كتابة تاريخ تشكل المجرات, فتلك المجرة غير نموذجية و لكنها تتفق مع التنوع الواسع للمجرات الذي تعرضه النماذج الإفتراضية.

وقام العلماء بإستخدام مرصد كيك في هاواي لدراسة طيف تلك المجرة و قد أكدت البيانات أن المجرة كانت موجودة بالفعل في الكون المبكر و أنها توقفت عن إنتاج النجوم منذ 500 مليون إلي مليار سنة قبل العمر الذي تم ملاحظتها فيه.
 
مرصد كيك

ويقول الباحثون أن تلك المجرة كانت تنتج نجوم  أكثر من 1000 شمس كل سنة في حين أن المجرات النموذجية في ذلك الوقت كانت تنتج نجوما  أقل من 100 شمس كل سنة, وبذلك المعدل السريع في إنتاج النجوم فإن المجرة المكتشفة سوف تكون فد نمت وكبرت في أقل من 100 مليون سنة.

ومن المحتمل أن تلك المجرة تكونت نتيجة تصادم مع مجرات أخري و أدي ذلك إلي إنتاج مجرة ضخمة وهائلة, ومثل ذلك الإندماج يمكن أن يؤدي إلي إثارة وضغط الغاز إلي كثافات عالية مما يؤدي إلي تشكل النجوم بشكل مكثف, ويحدث ذلك في أقل من 100 مليون سنة بالمقارنة مع المجرات الأخري العادية والتي تدوم لمليارات السنين ليتم تشكيل النجوم.
وفي تلك المجرات المندمجة يتم إستهلاك الغاز بسرعة بسبب التشكل السريع للنجوم, وعندما ينفذ الغاز من المجرة فإنها تتوقف عن تشكيل النجوم, وعلي فرض حدوث تلك العملية مع وجود تلك المجرات العملاقة فمن المتوقع أن تكون نادرة كما يقول الفلكي دومينيك ريتشارد من جامعة كورنيل,
ومثل تلك المجرات العملاقة الهائلة يجب أن تكون نادرة لأن المجرات تتشكل كتجمعات مشتركة و تنهار بسبب الجاذبية علي مدار الكون, وفي الكون المبكر فإن مناطق قليلة جدا من الفضاء كان لديها آبار عميقة من الجاذبية بدرجة كافية لتشكل مجرات ضخمة كتلك المجرة.
إكتشاف تلك المجرة ليس غريبا ففي عام 2014 قام الفريق (جليز بروك) بعمل تقرير عن وجود عناصر حمراء وباهتة بما فيها تلك المجرة و التي تتناسب مع تقرير المجرات العملاقة الحمراء الخالية من الحياة في الكون المبكر.
وهناك دراسات مشابهة لأطياف المجرات الأخري يمكنها أن تؤكد ما إذا كانت تلك المجرات غير نشطة هي الأخري, و إذا كان ذلك صحيحا فإن الفلكيين يجب عليهم أن يكتشفوا كيف يمكن لآبار جاذبية عميقة أكثر أن تتطور لتسمح لكثير من المجرات أن تنمو و تندمج لتصبح حمراء وخالية من الحياة بعد الإنفجار العظيم بمليار سنة فقط.
المراجع:
ScienceDaily
Share on Google Plus

عن Abo Ghazy

0 التعليقات:

إرسال تعليق