الهدوء قبل العاصفة! هل هي حقيقة علمية؟
- " كل شئ هادئ جدا, هذا الأمر غريب للغاية."
- " حسنا, من الواضح أن هناك عاصفة قادمة."
- " لماذا أنت واثق هكذا؟"
- " ألم تعرف؟! هناك دائما هدوء مباشرة قبل العاصفة."
هذا الحديث المأثور عن البحارة ربما تكون قد سمعته أكثر من مرة من أحد أصدقائك الفلاسفة.
وهنا نتساءل هل هذا الحديث من الكلام الذى ليس له أساس له فى الواقع.؟ أم أن هناك بعض الحقائق التي تحيط هذا القول المأثور؟
هل يسبق الهدوء كل عاصفة؟
نعم ولا , أحيانا يكون هناك سكون غريب يسبق العاصفة, ولكن فى أوقات أخرى يمكن للعاصفة تجنب تلك الشكليات وتعلن عن قدومها بعرض بعض العلامات الجدية فى السماء التي تنذر بالسوء, مثل تجمع الغيوم وإصدارها أصوات كالطبول فى نفس الوقت, وتتغير هذه الظواهر فى شكلها وخطورتها حسب نوع العاصفة التي تقترب, فعاصفة رعدية خفيفة يسبقها تراكم للسحب الداكنة وقليل من الرياح, فى حين أن الإعصار يسبقه حفيف غير عادى لأوراق الأشجار وفروعها - هذ الأمر يكون مخيف جدا فى الواقع - وهطول أمطار عنيفة بشكل مفاجئ.
العلم وراء هذا الهدوء.
لكي تنتقل العواصف فإنها تحتاج إلى الهواء الدافئ والرطب, ولتحقيق ذلك تقوم العواصف بسحب هذا الهواء من محيطها ويأتي هذا الهواء بشكل عشوائي من جميع الإتجاهات بما فيها الإتجاه الذى تتحرك إليه العاصفة.
يتم سحب الهواء الرطب إلى داخل العاصفة ويصعد الهواء إلى الأعلى خلال العاصفة لتزويدها بالوقود, وفى الوقت الذى يتم سحب هذ الهواء إلى العاصفة يترك خلفة فراغا منخفض الضغط, ويأخذ التيار الصاعد داخل العاصفة كل الهواء الرطب إلى الأعلى حيث يرسله إلى الأذرع الدوارة للعاصفة أو الإعصار, أو إلى رأس العاصفة الرعدية. ثم يبدأ هذا الهواء فى الهبوط بعد إستكمال رحلته خلال الغيوم ويصبح أكثر جفافا ودفئا.
الهواء الدافئ والجاف دائما يكون أكثر إستقرارا ولذلك عندما يخرج من العاصفة فإنه يحيط بالمنطقة بشكل كامل تلك المنطقة التي قامة العاصفة بسحب الهواء منها فى أول الأمر - بالطبع قد تكون تلك المنطقة التي تتوجه إليها العاصفة - وهذا هو السبب فى كثير من الأحيان لحالة الهدوء التي تسبق العاصفة.
العواصف المختلفة تتطلب شروط مختلفة.
هذه النطرية تفسر لماذا نشعر بحالة الهدوء قبل العاصفة؟ ومع ذلك, لا يمكن القول بأن هذا النوع من الهدوء قد يسبقه أي عاصفة. فعلى سبيل المثال هناك حالات يكون الطقس فيها متقلب بشكل غير طبيعي قبل العاصفة, والسبب فى ذلك أنه ربما لا تكون عاصفة واحده, ولكن فى الواقع تكون مجموعة عواصف تتفاعل بطريقة مختلفة مع بعضها, ما يقضى على حالة الهدوء التي قد تسبقها.
كل ما عليك هو متابعة حالة الطقس إذا كنت على سفر أو كنت تعيش فى منطقة معرضة لعواصف كثيره مثل الولايات المتحدة.
ومع ذلك, عندما تشعر بأن الهواء حولك ساكن تماماً ولا يوجد أي رياح بعد أن تحولت السماء إلى ظلال غريبة من اللون الأزرق أو الأخضر, فقد حان الوقت لكي تهرع إلى مكان تحتمى به فقد تكون هناك عاصفة قادمه.
ونحمد الله أن بلادنا فى الشرق الأوسط لا يحدث فيها الكثير من العواصف.
0 التعليقات:
إرسال تعليق